نصوص لجان – ميشال مولبوا

                    يتأخر النهار تحت ركام من الأوراق

   إنها البداية دائما، المغامرة عينها غير المتيقنة. الكتابة تكمن، الصفحة يخطها المشيب، قليل من الرغبة التي تتحرك. هدير الحبر والدماء. يتأخر النهار تحت ركام من الأوراق ومن زهر الزيزفون. زغب بياض خفيف. تمددنا على العشب، لدينا الوقت بأسره كي نموت. الكتابة قضية من ندوب ومن نحيب.

   البداية جرح بشكل خاص. جثة ومولود جديد نائمان الواحد مقابل الآخر، ينسيا أن يتألما. القيام بخطوة في قبر الفجر. أو أن نمشي بعد المطر المدرار، بعد النشيد. ما تبقى قليل من الذكريات. ذاكرة منتفخة، صدر جاف. أهملنا ثيابنا التي من لحم وفكرنا الذي من صوف من أجل شبكة من أعصاب تتمزق. تصعد الأرض وللعشب رائحة الله، كل ما يموت لم يكترث لنا.

   لا شيء، إن لم يكن إشارة غير محسوسة عن الموت. نغم ناي والبياض الملّبد اللجوج. بعد ظهر نهار أحد في الرأس، كارثي، عادي. أوراق، زاوية رمادية – سماء، قرقعة، صرخات وزقزقات. لا أقل ولا أكثر من المعتاد. بقعة شمس ومحرك يعمل. صفحات غير مقروءة. الأشياء والكلمات. ظل الظل. ننظر قليلا إلى بعضنا بمواربة وننتظره.

   الأقرب، الأصعب، وهو مع ذلك، هذا البياض. غائب لكنه يبدأ، بلا هدف، بلا مشروع، كل المخالب في الخارج، على الرغم من هذا الهدوء الكثيف في البطن. صبرا. مستعدا للانبجاس عند أول دعسة ناقصة. ينكمش في الخارج. تدور الأرض والرأس. الكلمات. الساعات، الريشة العقرب، الصفحة ساعة الحائط. بعد ظهيرة نضيع فيها. ربما من الحظ أن نرحل.

   أن لا نقول شيئا. لكن الكلمات تزدحم، تحتشد، وبنفحات دم هذا الصمت. سبق للقصيدة أن حركت جناحيها الملائكيين. نلاحظ بشفافية عظام الصفحة. تباشر اللغة عملها، مثل جسد محنط، وحده على السلم الأبيض. عبر خطوات صغيرة من الصمت، يسر الحبر في أن يضيع، مشغولا جدا بلقياه.

   ما من أثر. الصفحة تسبت. ومع ذلك، نرى هناك مرور قطارات الليل، زاعقة عند تقاطعات السهل. زلاجات تنزل الجبل. قليل من الحبر ينقل الكثير من الأحجار من مكانها. تتراكم من حلم طفولي. ثلج يغطي الثلج، ذاكرة تنهار، الريشة هي أيضا هذا العقرب الذي يرتجف في ذراع ميت.

                                      مقاطع من كتاب "" بعد ظهيرة نهار أحد في الرأس"

                                                منشورات  p.o.l (1984)